يعاني البعض من ظهور نتوءات جلدية صغيرة ومتيبسة شبيه بملمس ومظهر ورق الصنفرة، ويطلق عليها الأطباء حالة تقرن الشعري ، ولأن هذه النتوءات بارزة بارتفاع بسيط فإنّ جلد المصاب بها شبيه أيضًا بجلد الدجاجة المَنتوفة الجلد لذلك تسمى أيضًا ب جلد الدجاجة ، ولحسن الحظ لا تعدّ هذه الحالة من الحالات الخطيرة أو ذات التأثير السلبي على صحة المرء، ولا يصاحبها أي نوع من الألم، ولكن البعض قد ينزعج من مظهرها على الذراعين أو الفخذين أو الخدين أو المؤخرة، وخاصةً عندما تظهر في مواسم معينة عندما تنخفض الرطوبة ويصبح الجلد أكثر جفافًا.
ما هو سبب ظهور التقرن الشعري / جلد الدجاجة ؟
قد يتراود إلى ذهن البعض عن السبب الكامن وراء ظهور التقرن الشعري ، ولتبسيط الأمور سنوضح أولاً مصطلح متعلق بهذه الحالة وهو بروتين الكيراتين (Keratin ) الذي كثيرًا ما نسمع عن قدرته على تليين الشعر في الصالونات، ولكنه بروتين موجود بصورة طبيعية ضمن طبقة الجلد ويكوّن كل من الجلد والشعر والأظافر، ولا يتوقف تواجده على هذه المناطق فقط فهو متوفر أيضًا في الغدد والأعضاء الداخلية، ولكن ما علاقة هذا البروتين بحالة تقرن الشعر ؟ في الحقيقة يعمل هذا البروتين في الأساس على حماية الخلايا من التأثيرات الخارجية، وعندما يتراكم بكثرة في مسام البشرة يتسبب بظهور نتوءات التقرن الشعر ، وعادةً ما يحدث هذا التراكم في بصيلات الشعر (المكان الذي ينمو منه الشعر)، مما يغلق هذه البصيلات ويتسبب بانحشار الشعرة داخل النتوء المتكوّن، لذلك عندما يحاول البعض إزالة هذه النتوءات سيلاحظ ظهور جزء من الشعر داخلها، ولكن هل يوجد تفسير علمي وراء هذا ذلك؟ للأسف لم يكتشف العلماء السبب الحقيقي الكامن وراء تراكم بروتين الكراتين في الجلد، وقد أعزى العلماء هذا الأمر إلى ارتباطه بعوامل جينية أو وجود حالات مرضية كالتهاب الجلد التأتبي أو ما يعرف بالإكيزما التأتبية.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة لحالة التقرن الشعري / جلد الدجاجة ؟
على الرغم من عدم وجود سبب محدد للإصابة بالتقرن الشعري ، لا بدّ من وجود بعض العوامل التي تزيد من فرصة إصابة المرء بهذه الحالة، على سبيل المثال قد تسبب التغيرات الهرمونية بظهور التقرن الشعري بشدة خلال فترة الحمل والمراهقة، كما لا يقتصر الأمر على فئة عمرية محددة، ولكنها قد تكون أكثر شيوعا عند الرُضع، أو عند المراهقين الذين يمرون بمرحلة البلوغ، فيما يأتي بعض العوامل التي قد تجعلك معرضا أكثر للإصابة بالتقرن الشعري :
- النساء أكثر عرضة من الرجال.
- جفاف الجلد أو الإصابة ب الأكزيما .
- السمنة.
- حالة السُماك (Ichthyosis)؛ حالات مرضية جلدية متعددة تظهر فيها طبقة الجلد كجلد السمك.
هل يوجد علاج محدد لحالة التقرن الشعري / جلد الدجاجة ؟
قبل البدء بطرح طرق العلاج قد يتسائل البعض عن كيفية تشخيص الطبيب لهذه الحالة، ويقتصر الأمر على إجراء فحص سريري يتضمن فحص النتوءات من خلال النظر إليها، ومن خلال ذلك فقط يستطيع الطبيب اكتشاف الحالة ولا داعي لإجراء أي نوع من الفحوصات الطبية للتشخيص، أما في ما يتعلق بالعلاج، فإنّ حالة ا لتقرن الشعري تختفي من تلقاء نفسها بالتدريج، ولا يوجد علاج تام لها، وإنّما العلاجات المتوفرة هي التي ستحسن من مظهر نتوءات التقرن الشعر ، وفي حال لم تجدي العلاجات البسيطة قد يلجأ الطبيب لوصف علاجات خاصة بهذه الحالة، وتتضمن ما يأتي:
- كريمات لإزالة الجلد الميت: تحتوي بعض الكريمات المتوافرة في الصيدليات والتي تباع بوصفة طبية أو بدونها على مركبات تساعد على إزالة الجلد الميت المتراكم في البشرة، بالإضافة إلى ترطيب البشرة وتليين البشرة الجافة، من هذه المركبات حمض اللاكتيك ، و اليوريا ، و حمض الساليسيليك ، وأحماض ألفا هيدروكسي.
- كريمات تمنع انسداد بصيلات الشعر: تتوفر كريمات مشتقة من فيتامين أ تحت مسمى الريتينويد الموضعي، ومنها مركبي تريتينوين، وتازاروتين، وهذه المركبات تساهم في تحسين عملية تجدد خلايا البشرة،وتمنع انسداد بصيلات الشعر وهو ما يسبب ظهور نتوءات التقرن الشعري ، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الكريمات قد تسبب تهيُّج البشرة و جفافها ، ولا يوصى باستخدامها من قبل الحوامل أو المرضعات نظرًا لاحتواءها على مشتقات فيتامين أ.
- * العلاج بالليزر أو الضوء: قد يلجأ الطبيب إلى استخدام الليزر أو العلاجات الضوئية لعلاج حالة التقرن الشعري ، إذ إنّها تساهم في تقليل تورُّم واحمرار نتوءات التقرن الشعري ، كما أنذ بعض أنواع الليزر قد تساهم في تقليل التصبغ الجلدي وأي بقع بنية قد تظهر بعد اختفاء نتوءات التقرن الشعري .
نصائح تساهم في تخفيف التقرن الشعري / جلد الدجاجة
إضافة للعلاجات السابقة التي يفضل استشارة الطبيب حولها، فإنّ حالة التقرن الشعري يمكن السيطرة عليها ببعض النصائح المنزلية والتي تتضمن بعض خطوات العناية بالبشرة، ومن أبرز هذه النصائح ما يأتي:
- عدم حك أو تقشير نتوءات التقرن الشعري .
- غسل الجسم بصابون لا يحتوي على مركبات قوية وكيميائية ذات تأثير سلبي على البشرة، واستخدام الماء الدافئ بدلًا من شديد السخونة.
- تجنب استخدام أي علاجات تحتوي على مواد كيميائية قد تلحق الضرر بالبشرة وتزيد من شدة جفافها.
- الحرص على ارتداء ملابس واسعة لا تضغط ولا تسبب احتكاك بموقع ظهور النتوءات.
- استخدام المرطب والكريم الذي يحتوي على مادة الجلسرين، أو اللانولين.
في الختام إنّ الاعتناء بالبشرة والحرص على ترطيبها باستمرار هو مفتاح لتخفيف حالة التقرن الشعري ، وفي حال استمرار الأمر لفترات طويلة فإننا نوصي باستشارة أخصائي جلدية للوقوف على السبب ووصف العلاج الأنسب
مصادر:
- “Keratosis Pilaris.” Mayo Clinic, Mayo Foundation for Medical Education and Research, 30 Jan. 2021.
- “Keratosis Pilaris: Symptoms, Causes, Treatment, and Prevention.” WebMD, WebMD.
- Bottaro, Angelica. “What Is Keratin?” Verywell Health, 21 Jan. 2021, www.verywellhealth.com/keratin-5083786.
- Perkins, Sara. “Keratosis Pilaris (Chicken Skin).” Www.healthline.com, 2020, www.healthline.com/health/keratosis-pilaris#causes\.
- Watson , Kathryn. “What Is Keratin?” Www.healthline.com, 17 Sept. 2018, www.healthline.com/health/keratin